الجمعة، 28 سبتمبر 2012

العلمانيـة هى الحل



  ربّوا أطفالكم على إحترام الإنسان مهما كان. فهو فى مظهره مختلف لكنه فى الجوهر إنسان
ربّوهم على إحترام إختلاف الآخرين وتنوّعهم 
 على تقديس معنى الحرية والحياة
 على إستعمال العقل والمنطق
 وتعلّم معنى الشك والنقد وتعوّد مواجهة الفكرة بالفكرة
وتقبّل نسبية الحقائق وإحتمالية المفاهيم

 ربّوهم على قيم العلمانية,
 ليس لأنكم لفرون تزرعون فى عقولهم نفس الأفكار التى أثبتت فشلها وعدم جدواها أو ملائمتها لهذه الحياة وهذا العصر
 وليس لأن العلمانية أثبتت أنها الطريق الصحيح والأمثل لصحوة العقل الحر ونهضة الأمة الحقيقية
وليس لأنها الضامن الأكبر لحرية الجميع وسعادة الجميع والعدالة بين الجميع

ليس لكل ذلك فحسب, 
  بل ربّوهم على قيم العلمانية لأن ذلك أوّل وأبسط حقوقهم عليكم
 فليست عقولهم ملك أيمانكم تشكلونها وتنحتونها كمل إرتأت أهوائكم
وليست حياتهم ملك شمائلكم تقيموا حولها سياجاً وسجناً لا يفارقهم
 فى تكرارية لم تتوقفوا عنها لقرون لتدركوا أنها لم تصنع شيئاً أو تُضف جديداً 

ربّوهم على العلمانيـة , فالعلمانية هى الحـل
 وتأسيسها منذ الصغر هو الأمل لكم ولهم

الخميس، 27 سبتمبر 2012

الصبى "دييجو" عازف الكمان



 هذه الصورة وجدتها بالصدفة فى أحد المواقع والتى يبدو بدورها أنها أخذت صدفة فى مكان ما غير مهم.. صورة من الصور التى يمكن أن نسميها شعبية ويحلو لنا تداولها وقراءتها للحظة ثم تمريرها, لكن هذه الصورة لا شك تستوقف من يراها.. ولا أعتقد أننى رأيت صورة مشابهة لها من قبل!!
   صبى ملوّن.. يمسك بكمان.. ويبكى
وكل هذا الحزن وتلك البراءة على وجهه فى وقت واحد..
لماذا يا ترى , وكيف يكون كل هذا فى مشهد واحد؟!!.. 
هل إندمج مع موسيقاه الحزينة إلى هذه الدرجة؟  
أم هو ببساطة يعزف مجبراً وأستاذه ربما قد عاقبه للتو لكن عينا الصبى ووجهه لا يبدو حزين من ألم القهر أو  العقاب.. بل تبدوا عينيه محدقتين فى نغمات كمانه .. إنها الموسيقى
ثم ترى وجه الطفل الأبيض خلفه, فلا يمكن أن تفهم سوى أن الموسيقى هى ربّة هذا الوجود بحق وجامعة البشر على إختلافهم 

 أحاسيس ومعانى كثيرة تستولى عليك وأنت تشاهد هذه الصورة رغم بساطتها وقلة حرفيتها وجودتها لكن المؤكد أنها تدفعك أكثر لتأملها 

 دفعنى الفضول للبحث أكثر عن تفاصيل ربما تكون وراءها, لأفاجىء بعد حمد جوجل والصلاة على أوبشناته, أنها صورة شهيرة ومعروفة إعلامياً. أو بمعنى أدق معروفة لاتينياً وبالأخص فى البرازيل
  الصبى صاحب الصورة إسمه "دييجو فرازو توركواتو" وأُشتهر بإسم "دييجو عازف الكمان" مولود فى البرازيل عام 1997 وتوفى عام 2010..
كان عازف كمان فى فرقة موسيقية تعزف موسيقى الرايجاى وأصبح "رمزاً للأمل فى الصراع ضد مرض اللوكيميا ورمزاً للسخط ضد جرائم القتل التى ذهب ضحية واحدة منها قائد الفرقة التى يعزف فيها"
نشأ فى جو موبوأ بالمرض والإجرام ومنذ طفولته (وسنوات عمره كلها طفولة)أصيب بأمراض عدة منها الالتهاب السحائى, لكنه لم يفقد حماسته وشغفه بالموسيقى ابداً.. كان يحضر تدريبات الفرقة الموسيقية حتى أصبح بعدها نجم الفرقة وأحد المشاهير إعلامياً
كانت السنة الأخيرة له فى الحياة عندما أصيب بمضاعفات بعد جراحة فى الزائدة الدودية فى نفس الوقت الذى كان يُعالج فيه من اللوكيميا ورقد فوق سرير المستشفى تحت رحمة أجهزة الإنعاش حتى توقف قلبه تماماً

 أُلتطقت الصورة عندما كان يعزف فى جنازة قائد فرقته الموسيقية..


«دستور مفاخذة الصغيرة»: العهد القديم يعرِّض بنبى الله لوط



 
بكيبورد: خالد البرى
- - -
الصياغة القانونية حرفة. اقرئى هذه المادة المستحدثة فى دستور «مفاخذة الصغيرة» الذى يكتبه لنا قادة الأميين: «الذات الإلهية مصونة يحظر المساس أو التعريض بها، وكذا ذوات أنبياء الله ورسله جميعا، وكذلك أمهات المؤمنين، والخلفاء الراشدين».
أعلم أن هذه المادة ستثير للوهلة الأولى تساؤلات إذا اعترضتِ عليها، وستواجهين بتشكيك فى نيتك. لكن الحقيقة أنها أحد أبرز مواد الدستور تعبيرا عن العقلية الأمية التى صارت تحكمنا والتى لا تعى معانى الكلام، ودلالاته، إنما تأخذ بظاهره.
(١)
هل يمكن أن يفهمنى السادة الأفاضل معنى كلمة الذات الإلهية بألف ولام التعريف التى وردت فى هذه المادة؟ أى ذات إلهية؟ هل الرب يسوع المسيح -حسب عقيدة المواطنين المصريين المسيحيين- مصون من التعريض به طبقا لهذه المادة، بصفته هذه؟ هل الذات الإلهية للمواطنين البهائيين المصريين مصونة من التعريض؟ وهل التعبير عن الذات الإلهية على طريقة الصوفية يعتبر تعريضا بها؟ أم أنكم تعنون الذات الإلهية، حسب ما شرحتها العقيدة الطحاوية السلفية، بلا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل؟ الألف واللام تعنى شيئا متفقا عليه!!
إن مادة كتلك ستفتح بابا لا يغلق من الفوضى القانونية، من اضطهاد التنوعات داخل الإسلام السنى نفسه، فضلا عن الشيعة والأديان الأخرى. ولن أتحدث عن التراث الأدبى القديم الذى ستستخدم ذريعة للتخلص منه. أعلم أن الكتب لا تعنيهم شيئا.
(٢)
تخيلى أنك سافرت للعمل فى الخارج عدة سنوات. حين عدت وجدت ملصقا على باب بيت العائلة يقول: «يحظر التعريض بالأب فى هذا البيت». ماذا يتبادر إلى ذهنك؟
لو كنت مكانك لاعتقدت أن هذا البيت خرب، وأن وضع أبى تدنى فيه جدا. بصراحة، حتى لو كان هذا قد حدث، فإن الأمر يحتاج إلى عائلة من الحمقى لكى تضع ملصقا كهذا يقول للمارة «إننا فى هذا البيت لا نحترم أبانا من تلقاء أنفسنا، ووفق قيم متعارف عليها فى ما بيننا. بل إننا نحتاج إلى إجراءات تنفيذية لكى نجبر من فى البيت على معاملته معاملة حسنة». أما ماذا سيقول الغرباء، فهذه قصة أخرى.
إن مادة كهذه توجه أكبر إهانة لإله. أى إله هذا الذى يحتاج إلى مادة فى الدستور لكى يُحتَرَم؟ هذا أولا. ثم إننا عشنا قبل هذا، مئات السنين، متى تعرض أحد للإله بإهانة! حتى الملحدون فى مصر يحترمون إله المؤمنين من باب اللياقة المجتمعية، من باب الذوق الحضرى المعتاد. لماذا تريدون أن تتعاملوا مع الناس بفلسفة الإقطاعى مع عمال السخرة؟ لماذا تستكثرون على الناس التعبير عن حسن «أخلاقهم» بالدافع الشخصى!! هذه الجملة الأخيرة ليست جملة بلاغية عارضة، بل جملة مقصودة تماما كفارق أساسى بين فلسفتين فى النظر إلى الإنسان، وبالتالى النظر إلى المجتمع. فلسفة تعتبر الأفراد راشدين عاقلين، وأخرى تعتبرهم لا يحسنون التصرف إلا بسوط الرقيب.
(٣)
نأتى لبيت القصيد. أكاد أجزم أن الجزء الخاص بالذات الإلهية -على المشكلات التى سيسببها قانونيا- مجرد ديباجة وضعها الإسلامجية. وكل ما ينطبق عليه من تساؤلات طرحتها فى البندين السابقين ينطبق على صيانة ذوات «الـ» أنبياء (هل سيمنع الإسلامجيةُ العهد القديم لأنه يعرِّض بنبى الله لوط؟!!). أما بيت القصيد الذى صيغت هذه المادة من أجله فهو الجزء الخاص بالخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين. الإسلامجية يعتقدون الآن أن «الأعداء» اختفوا من الدنيا، إلا المسلمين الشيعة. هذا أولا. ثم إنهم لا يريدون أى مراجعة «تاريخية» لنسخة التاريخ الإسلامى التى يقدمونها. والتى لا يقتنع بها عاقل. وهذا ما تفتقت عنه أذهانهم لفرضها، لكى يستطيعوا أن يفرضوا علينا تمجيدها فرضا، ويخلقوا أمة من الأميين القابلين لأى شىء.
أما المدنيون فى لجنة الدستور.. فعايز أقول لكم الكلمة القبيحة التى تستحقونها، لكننى لا أجدها فى القاموس. أعجزتم قبح الكلمات.
- - - - -
- منشور فى جريدة التحرير
* الصورة من فريسكو خلق الشمس والقمر للفنان ميكلانجلو

(فقط أحب أن أُضيف أن الإله الذى يتوجّب الدفاع عنه, هو إله ضعيف لا يستحق أن يُعبد)


الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

المسيح يُبعث زوجاً..


فعلى ما يبدو أن المسيح لن يُبعث أعزبا كما يأمل وينتظر ملايين المؤمنين فى العالم
فثمة حالة كبيرة من الجدل والترقّب تعمّ الأوساط العلمية والدينية مؤخراً, بعد إكتشاف قطعة من ورق البردى يعود تاريخها إلى ما بعد وفاة المسيح وهى تحوى دليلاً على أن المسيح ربما كان بالفعل متزوجاً

 القطعة الُمكتشفة لا يتعدّى حجمها حجم كارت التعريف الشخصى, يُعتقد أنه تم إقتطاعها من وثيقة أكبر كانت مكتوبة باللغة القبطية المستخدمة قديماً فى مصر, وهى تتضمن جملة منسوبة إلى المسيح نفسه وهو يأتى على ذكر زوجته فيما يبدو أنه جزء من حوار مسجّل بخط اليد كان بين المسيح وأصحابه (حوارييه).

صاحبة هذا الإكتشاف المثير هى الدكتورة "كارين كينح" الباحثة فى جامعة هارفارد الشهيرة والتى أكدت أن الفحوصات والإختبارات التى أُجريت على قطعة البردى أثبتت أنها حقيقية بالفعل, كما أن تاريخها يعود إلى الفترة بين القرن الثانى والرابع بعد وفاة المسيح.

يُذكر أن مسالة زواج المسيح تم تدوالها كثيراً من قبل, لعل أشهرها ما شاهدناه فى فيلم " شفرة دافينشى" المأخوذ عن رواية "دان براون" بالعنوان نفسه والتى تتمحور قصته حول زواج المسيح من مريم المجدلية (وهى غير مريم العذراء لمن لا يعلم) وأنه أنجب منها, لكن هذا الإكتشاف التاريخى يُـعد الأول من نوعه فيما يتعلّق بمسألة زواج المسيح, وهو لا يثير فقط تلك المسألة بل يُلقى الضوء أيضاً على حقيقة النصوص المزعومة التى تمت كتابتها فى هذا الوقت بعد وفاة المسيح والتى تعرف بالإنجيل ويثير العديد من الشكوك حولها.
ثمّـة وثيقة أخرى كانت قد أشعلت وشغلت عقول الباحثين من قبل وكانت تُبيّن أن يهوذا ( أحد حوارى المسيح المذكور فى القصص الإسلامية والمسيحية, لكن بنكهات مختلفة) لم يقم بخيانة المسيح, كما هو معروف بل فعل ذلك بإيعاز من المسيح نفسه وأنه كان يقوم بتمثيل الدور المطلوب منه.

ربما بالفعل قد سمعت عن هذا الخبر من قبل, أو ربما تًمصمص شفاهك الآن عجباً.. المؤكد أنك ربما تستغرب من ردة الفعل التى لا تليق بخبر مثله, فلم نسمع عن سخط مؤمنى العالم ضد هذا الإكتشاف وبشكل أخص, المسيحيين منهم, إذ أن الإكتشاف يضرب عقيدتهم فى مقتل.
سوى بعض التعليقات التعيسة التى صدرت من أحد الشيوخ الذى سمع بالخبر وسارع لإتهام الباحثة بتزييف الإكتشاف مستنكراً حقيقة أنه إكتشاف تاريخى وواقعى, أو أحد القساوسة الذى صرّح أنه "لا يمكن أن يكون صحيحاً أو حقيقياً".. " ولماذا؟!!".. "لأنه غير مذكور فى الكتاب".. والإتفاق مع المخرج لم يكن على ذلك!!!
لكن مع ذلك لم نسمع عن قسيس خرج يهيّج مسيحيى العالم الغربى ويدعوهم لنصرة مسيحهم والدفاع عن عقيدتهم, كما حدث ويحدث مع إحتجاجات المسلمين الأخيرة.

على أية حال, تفاصيل الإكتشاف التاريخى ونتائجه لم تتضح أبعد مما تم ذكره, حتى الآن.. وإن كان معلوماً أنه يطرح الكثير من علامات التعجب والإستفهام حول أصل الديانات التى تُعرّف نفسها بأنها سماوية, ويثير الشكوك المتراكمة أكثر حول قصص كتبها المقدسة التى لم يثبت بأى حال من الأحوال حقيقة حدوث سطر واحد من آلاف السطور المرصوصة بين دفتى تلك الكتب بل العكس تماماً هو ما تثبته الإكتشافات سواءاً كانت أثرية أو بحوثاً علمية!


الخبر هنــا 
 

تعاليم مضادة للإنسانية


أى تعاليم سوداوية طمست إنسانيته وأفرغته من أى حس
و أكسبته هذا الوجه الغاضب والساخط على الحياة نفسها
 ليطمس هو وجـود هذه الطفـلة البريئـة ويُلطّـخ حيـاتها وآمالها بالسـواد.
إنها تعاليم ليست مضادة للعقل فحسب بل مضادة للإنسانية نفسها
!!!

الخميس، 20 سبتمبر 2012

الإنسان أقدس من الإسلام ورموزه


بمرور الزمن, يُثبت المتعصبون للإسلام أنهم - فى العالم- ليسوا سوى شلة قبيحة من المُهرجين وأن مشكلتهم - فى العالم- هى العالم كله!!
فكما جرت عادتهم المتكررة كل حين, وأنا أتذكرهم منذ أزمة رواية أولاد حارتنا وأتذكرهم وقت أزمة الروايات الثلاثة وعند صدور رواية سلمان رشدى وعند رسومات القلم الرصاص الكارتونية "أبو نص جنيه" .. (نص جنيه قصم ظهر المسلمين والإسلام!!)
واليوم, بعد أن هاجوا وماجوا وفرّغوا مخزون الغضب الإسلامى (وليس غضباً من اللشيطان هذه المرة) والسخط الملائكى الذى يمتلأ عندهم كل فترة, وهو ليس سخطاً على خيوط المؤامرة التى يتوهمونها فى منامهم ويقظتهم تُـحاك ضدهم, بقدر ما هو سخطاً على العالم كله, تماماً كطفل بليد لا يمكنه التواصل مع من حوله والسير مع الحياة التى تمضى غير عابئة بالمتخلفين, وسنتها التطور.
هاهم اليوم يطلون, مطالبين العالم بإصدار قانون يُجرم الإزدراء بالإسلام ورموزه, ويصرخون أمام العالم كله كما كان يصرخ "خالد بن الغندور": (إشمعنى تونس فيها ثورة وإحنا لأ!)..
(إشمعنى الهولوكوست ليها قانون وإحنا لأ)!!
لا نعرف فى البدء كيف لهم المقارنة بين الهولوكوست وبين إسلامهم!
فالطريف فى الأمر, أنهم حتى اللحظة لا يعترفون بالهولوكوست كحدث تاريخى ومازالوا يصرون أنها مجرد خدعة روّج لها إعلام اليهود لنيل تعاطف العالم, رغم كل المعطيات التاريخية والشواهد التى أثبتت حدوثها ووقوعها, ربما اللغط الوحيد هو حول أعداد الضحايا التى راحت ضحية تلك المذابح الدموية من كل أجناس الأرض ومع ذلك لا يعترفون بحدوثها ومع ذلك أيضاً "إشمعنى الهولوكوست"؟!!
ثم لا نعرف أيضاً كيف يعرّفون إزدراء الإسلام بالتحديد؟!
فإذا كان دافعهم لكل هذا الغضب هو مجرد فيلم فاشل صنعه حمقى كانوا يتسلون بوقتهم, لا يشبه قليلاً النكات الساخرة التى يتداولها المصريون فى بعض الأحيان, فكيف يكون تعريف الإزدراء بالتحديد ومتى لا يكون الحديث عن الإسلام أو رموزه إزدراءاً؟! ومن هم رموزه بالتحديد؟!..
إيران المنبوذة من أخواتها ولكنها شاركتهم نوبات الغضب, تجرّم بل وتقتل من ينقـد الخومينى أو أىّ من آيات الله فى الأرض فهم وآياته القرآنية فى المصحف سواء!

فى العالم الحر, ليس ثمّة قانون يحول دون حرية النقد والتعبير عن الرأى والأديان نفسها ليست فوق مستوى النقد. والأعمال التى تسخر من المسيحية واليهودية لا تُعد.. صفحات الإنترنت وقنوات اليوتيوب مليئة بتلك الأعمال اللاذعة التى لا يتم حجبها أو منعها (إذا أردت, يمكنك البحث مثلاً عن أسماء مثل "وودى ألان" أو "جورج كارلين" أو "بيل ماير" أو "كريستوفر هيتشينز" أو غيرهم كثيرون)
لكن القانون الوحيد الموجود بالفعل هو قانوناً يجرم من يحرّض على الكراهية أو العنف وإيذاء الغير مادياً. أما حرية التعبير عن الرأى مكفولة للجميع فلا يمكن كبح العقل عن التفكير أو التحكم فيه, كما لا يمكنك قتل الفكرة فى رأسك مهما تعذبلت من شيطانها وإنما يتم محاورتها ومناقشتها والرد عليها بعقلانية.
فلمه إذن القلق من مجرد فكرة ساخرة أو مضادة؟! خاصة إذا كانوا يدّعون ويعتنقون أن عقيدتهم هى الأصح والأقوى وأن مواد الحفظ المضافة إليها هى مواد إلاهية سماوية لا يمكن لفكرة بشرية النيل منها بتاتاً؟!
أليس الأولى وهم يدّعون أن دينهم دين التسامح والإنسانية والرحمة أن يبادروا بقانون يحمى الإنسان نفسه ويدعو للإنسانية نفسها؟!
أليس الأولى أن يتخلوا عن العديد من الممارسات والأفكار التى تشكل جريمة بحق الإنسانية نفسها؟!
أليس الأولى أن ينقّحوا كتبهم وصلواتهم ودعائهم من كم الكراهية البشعة وكم اللعنات والسباب المخجل وكم السخرية بحق بشر مثلهم, لم يختبروا أو يروا شيئاً منهم, سوى أن كتابَهم أبلغهم بذلك؟!
أليس الأولى أن يدعوا لإحترام أى ديانة وعقيدة أخرى وتكون المعاملة بالمثل ولك الأجر والثواب عند الله؟!
أليس الأولى أن يكون إحتجاجهم وغضبهم للإنسان وللحياة نفسها مادام دينهم جاء لتعمير الأرض وإفشاء السلام والمودة بين البشر؟!

قرأت منذ فترة فى إحدى الجرائد البريطانية عن إمام مسجد فى لندن كان يخطب بالمسلمين يذكرهم أنهم فى بلاد كُفر, وفى صلاتهم, يدعوهم إلى الجهاد ضد الكفار ويدعو ربه إلى قتلهم وتعذيبهم. قامت الشرطة بإعتقاله بعد أن أبلغ عنه أحد المواطنين هناك لكن القضاء أفرج عنه معتبراً أنه كان يعبر عن رأيه وما من ثمة قانون يحرم التعبير عن الرأى !!
هل وأنتم تدّعون أنكم دين التسامح والعقل أخذ العبرة من هذا الخبر؟! هل بإمكانكم بحق أن تجعلوا الإسلام دين سلام؟!
العالم لن يعود للخلف ولن يعبأ بكم أو بدعواتكم أصلاً, فمشكلتكم ليس لها حل سوى اللحاق بأنفسكم ومحاولة مجاراة الحياة نفسها والتوقف عن تدوير أفكاركم العتيقة والمُستهلكة بعدد صلواتكم وتطويرها أو تغيرها قبل أن تُلحد فى مقبرة الأفكار التى إحتوت من قبل أفكاراً كثيرة مثلها, مضادة للحياة وللإنسانية!!