الجمعة، 18 ديسمبر 2015

الوقت سحاب




  

 هذا الفضائى التائه, قابلته مرّة فى صحراء خاوية لا زرع فيها ولا ماء. لا إنس فيها و لا جان. كنت وحيداً فى تجوالى وكان وحيداَ، يبحث عن شجرة. يقول أنها أكبر منى. زرعها من "فترة". لا يميز الفترة, يقول قبل أن يظهر من يُشبهنى/يشبهونى.. لكنه كان يميزها بسحابة. وأن السحابة كانت أكبر من الشجرة. بكثير.
 "ألا يوجد سَحاب فى سمائكم، أيها الفضائى التائه؟!"
 كنت اسأله بفضول بشرى, لكنه ظل يحدق فيًا لفترة وكانت عيناه كبيرتان حقأ.. قال بعدها بصوته الخفيض أن "الوقت سحاب" ثم عبر أمامى يكمل بحثه عن الظل.





والأمـَل موجــوُد

 

ولكنه شىء مـش معرُوف




الخميس، 17 ديسمبر 2015

فى ذكرى بيتهوفن


"نحن لسنا في حاجة الى مقدمة كلامية في شرح السيمفونية التاسعة لبيتهوفن. فالعمل يقدم نفسه بأعجب ما بدأ به مؤلف موسيقي. وهذه السيمفونية تنتهي بأصوات الكورس الكبير ومعه رباعي من المنشدين يرفعون أكفهم بالضراعة الى الخلاق العظيم ان يشمل البشرية برحمته، وينزل على قلوب الناس الطمأنينة والسلام. وهذه السيمفونية الصاخبة، الهائلة في نهايتها، تبدأ هادئة، وبلحن لا يكاد يكون شيئاً مذكوراً. لحن يبدأ متسائلاً خفياً، وكأن بيتهوفن يبحث عن شيء لا يعرفه تماماً، او هو باحث عن نفسه".     - حسيـن فوزى

 ما دفعنى للبداية بهذا العمل هو كم التعليقات المعبرة التى شاهدتها على فيديو لمجموعة عازفين يلعبون نشيد بيتهوفن فى الشارع 
جذبتنى التعليقات بصراحة, من أناس مختلفين من أساميهم وهيئة صورهم. أظن حتى بينهم متدينيين, لكن تعليقهم وتعظيمهم وإحساسهم الفطرى بجمال النغم والموسيقى. البعض حتى تساءل لاحقاً, عن كلمات النشيد, أومعانيها!!  .. وحدها الموسيقى يمكنها فعل ذلك بنا أو بحواسنا... 


- نشيد الفرح... عزف فى الشارع
 
نشيد الفرح او البهجة أو السعادة, هو آخر جزء فى آخر عمل سيمفونى, كتبه الراحل "لودفيج بيتهوفن". السيمفونية التاسعة. إختار بيتهوفن أبيات النشيد من قصيدة للشاعر الألمانى "فريدريش شيللر" مع إضافة مقدمة قصيرة من تأليفه, وهو أمر لم يكن معتاداً عليه, أن تحتوى السيمفونية على غناء بشرى أو كورالى. بيتهوفن رأى فى أبيات النشيد تمجيداً للبشرية ودعوة لعالم سعيد مبنى على الإنسانية..


تريلر أحد الأفلام التى تناقش مدى إنتشار السيمفونية التاسعة فى العالم

كان بيتهوفن قد أصيب تقريبا بالصمم التام حينما كتب هذه السيمفونية. يقال أنه فى الافتتاحية التى إكتظت بجمهور غير متحمس تماماً لبيتهوفن, وربما ساخط, لكن ما إن إنتهت الموسيقى حتى تعالى التصفيق والهتافات لبيتهوفن الذى لم ينتبه لذلك, لصممه التام وإستلزم شخص بجواره للفت إنتباهه للجمهور المتحمس...


مشهد أداء السيمفونية التاسعة من أحد الأفلام المميزة التى تناولت حياة بيتهوفن


 - - - - - 
 أبيات النشيد وترجمته إلى الإنجليزية:


                               BARITONE    
O Freunde, nicht diese To"ne!       Oh friends, not these tones!
Sondern lasst uns angenehmere    Let us raise our voices in more
anstimmen, und freudenvollere!    pleasing and more joyful sounds!
    
                     ODE TO JOY (Friedrich Schiller)    
    
                       BARITONE, QUARTET, AND CHORUS    
Freude, Scho"ner Go"tterfunken,    Joy, fair spark of the gods,
Tochter aus Elysium,             Daughter of Elysium,
Wir betreten feuer-trunken,         Drunk with fiery rapture, Goddess,
Himmlische, dein Heiligtum!         We approach thy shrine!
    
Deine Zauber binden wieder,         Thy magic reunites those
Was die Mode streng geteilt;         Whom stern custom has parted;
Alle Menschen werden Bru"der,    All men will become brothers
Wo dein sanfter Flu"gel weilt.    Under thy gentle wing.
    
Wem der grosse Wurf gelungen,    May he who has had the fortune
Eines Freundes Freund zu sein,    To gain a true friend
Wer ein holdes Weib errungen,    And he who has won a noble wife
Mische seinen Jubel ein!         Join in our jubilation!
    
Ja, wer auch nur eine Seele         Yes, even if he calls but one soul
Sein nennt auf dem Erdenrund!    His own in all the world.
Und wer's nie gekonnt, der stehle    But he who has failed in this
Weinend sich aus diesem Bund!    Must steal away alone and in tears.
    
Freude trinken alle Wesen        All the world's creatures
An den Bru"sten der Natur;        Draw joy from nature's breast;
Alle Guten, alle Bo"sen          Both the good and the evil
Folgen ihrer Rosenspur.          Follow her rose-strewn path.
    
Ku"sse gab sie uns und Reben,    She gave us kisses and wine
Einen Freund, gepru"ft im Tod;    And a friend loyal unto death;
Wollust ward dem Wurm gegeben,    She gave lust for life to the lowliest,
Und der Cherub steht vor Gott.    And the Cherub stands before God.
    
                          TENOR SOLO AND CHORUS    
Froh, wie seine Sonnen fliegen    Joyously, as his suns speed
Durch des Himmels Pra"cht'gen Plan, Through Heaven's glorious order,
Laufet, Bru"der, eure Bahn,      Hasten, Brothers, on your way,
Freudig, wie ein Held zum Siegen.  Exulting as a knight in victory.

                                CHORUS    
Freude, scho"ner Go"tterfunken,    Joy, fair spark of the gods,
          ...                               ...
    
Seid umschlungen, Millionen!     Be embraced, Millions!
Diesen Kuss der ganzen Welt!     Take this kiss for all the world!
Bru"der u"ber'm Sternenzelt      Brothers, surely a loving Father
Muss ein lieber Vater wohnen.    Dwells above the canopy of stars.
    
Ihr stu"rzt nieder, Millionen?    Do you sink before him, Millions?
Ahnest du den Scho"pfer, Welt?    World, do you sense your Creator?
Such'ihn u"ber'm Sternenzelt!    Seek him then beyond the stars!
U"ber Sternen muss er wohnen.     He must dwell beyond the stars.



مصادر : 
1 
2 
3

 

السبت، 28 فبراير 2015

العالم الأن


لابد أن أذنيها كانتا كبيرتان جداً لدرجة أنها شعرت بالفضيحة قبل أن تشعر بالحرج, كما قالت. الأم التركية, التى قامت أخذت إبنها إلى حمام المستشفى . الطفل الغير معروف إسمه, كان قد خرج لتوه من عملية تجميل لتصغير حجم أذنيه. قالت أنها لم ترضى بحجم أذنيه حتى بعد عملية التصغير. قالت أن أذنيه اشعراها بالحرج والشفقة على إبنها. لابد أنها كانت يائسة, ولابد أن العملية كلّفتها الكثير والكثير. لابد أنها عاشت حياة بائسة بأفكار أكثر بؤساً أوصلتها لفعل ذلك.
كان يمكن أن تفكر فى أن تُلبس الطفل ذى العشر سنوات وشاحاً,مثلاُ يعنى, قد يخفى أذنيه ويدراى الفضيحة. كان يمكن أن تترك شعره ينسدل حول أذنيه, مثلاً يعنى. 
كان يمكن أن تعلمه صينى وتجلعه شيخ طريقة فى الصين. هناك يقدرون الأذن الكبيرة ويقرنونها بالحكمة والعلم. كان يمكن مثلاً أن تشترى نسخة رخيصة من سيلفى فان جوخ بالقطنة فى ودانه. تتأملها قليلاً. تعلم أن حجم الأذن مثل الخيارة وأن الله حق. مثلاً.. يعنى.
كان يمكن أن تجرى عملية التصغير لأذنيها وخلاص يعنى.
أو كان يمكن أن تترك الطفل أبو شعر سنوات يعيش ليروح المدرسة تانى يوم. يسخر منه زملاؤه. يصبح معقداً. يتدعوش أو يتدروش. يفجّر نفسه ويموت فى سبيل قضية أو يعيش يعمل حاجة, يبعثه الرحمن ويساله لماذا تدعوش فيرد بأن الله هو السبب, فيشخر الرحمن لله ويعفو عن الولد. وتضحك المرأة. وقد ترقص.
لكنها قتلته. خنقاً . يقولون. الخنق فى العادة وسيلة رخيصة جداً للعقاب أو الخلاص. لكن ممن ولمن؟! ولماذا؟!
  الخبر هنا

 غرباَ. تماماَ على الجانب الآخر. الأم قررت فى عيد ميلادها الأربعين أن تأتى بما لم تأنيه فى عمرها السابق.
فققرت أن تقوم بوشم رجلها وتصبح مثل زوجها الذى وشم رجله لتتماشى مع شكل رجل بنتهما. البنت لا تتعدى العامين وولدت بعلامات وردية "وحمات" فى أرجلها أو "حسنات".. زى اللى بنقعد نعد فيها واحنا حاسين بالوحدة أو الحب.. أو حتى الزهد..

 تقول الأم أنها فكّرت كثيراً قبل أن تقرر مع زوجها تلك الفكرة حتى لا تُشعر الصغيرة بالفرق أو الخجل من شكل رجلها..
الخبر هنا

الخميس، 22 يناير 2015

أصغر من بيكسل فى صورة

إنسَـان أيَا إنسـان، مـا أجهَـلكْ.
 مَا أتفهَـك فِـي الكُـونْ و مَـا أضأَلكْ.
 شَمـس وقمـر و سدوُم و ملاييِـن نجـومْ.
 وفَـاكرهَا يا مَـوهوم مَخـلوقَه لَـك. عَجبـي!
                     صلاح جاهين


 هذه الصورة العظيمة هى جزء من صورة أكبر وأكمل لإحدى أقرب المجرات المصيّتة إلى مجرتنا الحبيبة، والممعروفة بمجرة "المرأة المسلسلة"، تم إلتقاطها بواسطة تلسكوب الفضاء الأصيل "هابل"، أعز العلماء مقداره، فى يناير السنة دى.

تبعد مجرة "المرأة المسلسلة" أو "الأندروميدا" حوالى ٢.٥ مليون سنة ضوئية عن كوكبنا الأزرق الباهت. يتنافس المهتمين العرب بتسميتها مجرة "الصوفى" نسبة إلى العالم الفارسى الذى إكتشفها زمان. وهى مجرة يمكن رؤيتها بالعين المجردة فى اليالى الحالكة على شكل سحابة دخان مضببة. وهى تتنافس بدورها مع مجرتنا على لقب أكبر المجرات فى تجمع المجرات القريب أو المحلى ، فى حين تبدو مجرة خفيفة وأقل فى طاقتها ، اتضح أنها تحتوى على ضعف عدد النجوم الموجود فى مجرة درب التبانة. والمقدر بحوالى ٢٠٠ - ٤٠٠ بليون نجم. والشمس - مثلاَ - مجرد نجم ضمن هذه النجوم.

 أهمية الصورة أنها تعتبر صورة جبارة، أكثر الصور حدة ووضوح، وأكبر الصور التى تم إلتقاطها لهذه المجرة الحلزونية المضببّة..

 تحتوى الصورة على حوالى ١.٥ بليون بيكسل. مما يعنى اذا رغبت فى مشاهدة الصورة كلها, فسوف تحتاج إلى أكثر من ٦٠٠ شاشة تلفزيون أتش دى لعرضها.
وتوضح الصورة أكثر من ١٠٠ مليون نجم وآلاف المجموعات النجمية مطمورة داخل جزء فى هذه المجرة وبعض هذه النقاط المضيئة قد تكون نجوم تابعة لمجرتنا نفسها تسافر عبر الزمن والكون الرهيب.
 (يمكنك تكبير الصورة بشكل أوضح هنا

هذا الفيديو الجميل أوضح الصورة أكثر ،وصنع منها رحلة مبهرة داخل جزء صغير فى مجرة ليست الأكبر ولا الأصغر. إنها رحلة رهيبة فى جزء صغير فى الكون الضخم و فى ذاتنا المتضخمة ذات نفسها.
  أنصح بتكبير الشاشة عند مشاهدته، وتكبير الخيــال.. 


 للمزيد من المصادر هنـــا و هنـــا.

-- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
  - نقطة زرقاء باهتة.

الخميس، 8 يناير 2015

تضامناً مع "تشارلى إيبدو"


شريعة إيبدو
"مائة جلدة إن لم تمت من الضحك"

 كان العالم يستنشق ,متحمساً أو غيره, نسيم عام جديد.. لكن لا يمكن أن تقر أعين متشددى خرافة الإسلام ولا يكمن أن يدَعوا ذلك يمر على العالم بسلام.. 
يبدأ العام بخبر محزن ومؤسف عن هجوم مسلحين لمقر المجلة الساخرة "تشارلى إيبدو" وقتل ١٢ شخص، منهم خمسة من فنانى ومبدعى الكاريكاتير المميزين والشجعان بحق..
 والذنب هو مجرد رأى فى صورة كارتون ساخر. كم يُخيف الكارتون !

 كما طالعتنا وسائل الإعلام، حدثت تلك الجريمة البشعة فى فرنسا، النموذج التاريخى لحرية الرأى. بلد "فولتير" فيلسوف حرية الرأى.
 فولتيـر قال يوماً أن الخرافات تحرق العالم كله.! وهاهى بالفعل تفعل.


 تأسست مجلة تشارلى ايبدو أو تشارلى الأسبوعية عام ١٩٦٩  ثم ثانية عام ١٩٩٢. تعرّضت لتفجير دمّر مقرها تماماً فى عام ٢٠١١ ( هنـا) وتستند فى سياستها، أساساً، على نقد الحكومة واليمين الفرنسى والمؤسسات بشكل عام وموضوعات أخرى جانبية مثل النقد الساخر من الأديان عموماً والإسلام واحد أو ربما الوحيد الذى لم يُنتقد كفاية فى الواقع.

 وتضامناً مع هذا الحادث البشع، أعيد نشر بعض رسوم الكاريكاتير.. مجرد رسومات ساخرة لم يعتقد من رسمها أنها تقلق حياة أحد الأشخاص أو تعرضه للخطر للدرجة التى يكون الرد عليها بالقتل، و من المؤسف أكثر أن تجد من يصفون أنفسهم بالمعتدلين أو الوسطيين، رغم إدانتهم للجريمة لكنهم يبررونها بإعتبار أن الضحايا كانوا ممن يتطاولون على "ق(د)س الأقداس".

" لا أشعر أننى أقتل أحداً ما بقلمى. لا أضع حياة أى شخص للخطر.
لكن دائماً ما يجد محرّضى العنف المبرر لفعلهم.."
 - ستيفان شاربونييه، أحد محررى المجلة، فى مقابلة مع لوموند ٢٠١٢

"أنا حد مشهور، نزلونى من هنا"

البابا يمسك واقى ذكرى ويصيح "هذا جسدى"


"الحب أقوى من الكره"


نعم للبرقع...
" فى اللامؤاخذة"


محمد يبكى بحرقة
"صعب تكون محبوب من المغفلين"



لو عاد محمد...
- "يا حمار، انا محمد"
- "أقفل خشمك يا كافر"