السبت، 13 أكتوبر 2012

"ملاله" فى مواجهة الوحش




 "ملاله يوسفزى".. فتاة باكستانية.. تلميذة فى المدرسة عمرها 14 عاماً.. للتو تخطّت مرحلة الطفولة, لكن ملامحها الجميلة لا تخفى عقلاً جميلاً تخطى حدود عمرها الحقيقى وحدود بيئتها التى تعيش فيها فى أحد نواحى باكستان التى تسيطر عليها حركة طالبان الباكستانية والتى تمنع تعليم الفتيات وتحرّمه.
كأى طفل صغير يحلم بالمستقبل وينتظره ويخطط له, كانت "ملالة" تكتب مذكراتها وذات يوم بدأت الى بى سى تنشر ما تكتبه وتحكيه وتحلم به عما تفعله طالبان بالأطفال والنساء وعن حلمها بأن تتعلم وتعرف عن الحياة.. نشرت البى بى سى كتاباتها تحت إسم مستعار قبل أن تنشر النيويورك تايمز موضوعاً عنها وتنشر إسمها الحقيقى لتصبح بعدها أيقونة لحق الطفل بالتعلم فى باكستان.
وهو ما لم يعجب طالبان, فقاموا بإرسال تهديدات بالقتل إليها إن لم تتوقف عن "نشر العلمانية والتحدث عن الحداثة الغربية وكل هذا الكفر", كما قالت فى رسائلها وتهديداتها..  لكن طبعاً من يتخيل أن وحش طالبان جاد فى تنفيذ تهديده بحق طفلة مثلها؟!!
 لكنه حدث
 ويوم الثلاثاء الماضى (9 أكتوبر), قام أحد أفراد طالبان بإيقاف باص المدرسة الذى تستقله مع زميلاتها وهو يُشهر سلاحه.. هدّد الفتيات الصغيرات بأنها إن لم تقف وتعلن عن نفسها, فسيقتلهن جميعاً,  قبل أن يطلق النار على الفتاة الصغيرة.
 هى الآن ترقد فى العناية المركزة بعد أن إخترقتها طلقتين واحدة فى رأسها والأخرى فى كتفها وفرصة نجاتها حتى الآن 70 فى المائة كما يقول الأطباء.
 طالبان لم تستنكر أو تُخفى ما فعلته بل أعلنت أنها إن نجت هذه المرة, فستحاول ثانية قتلها!!
ليـــه؟!!
 لنشرها قيما علمانية وغربية وضد الشريعة الإسلامية!!

- الغضب والمرارة يطفح من وجوههن -

 هذه الجريمة البشعة والوحشية لا يمكن التعليق عليها بأى كان وهى بالطبع ليست الأولى, لكنها الأشهر إعلامياً الآن.. وكم من جرائم قتل بحق الأطفال وخصاة الفتيات منهم والنساء لأنها فقط مدفوعة بالحقد الذكورى.
 و الواحد لا يزال يتساءل عن كل هذه الكراهية وكل هذا الحقد التى قد يحمله الرجل للمرأة فقط, لمجرد أنها مرأة؟!!
وأى نوع من الأفكار والأديان التى تعظّم وتكرّس لهذه الكراهية البشعة!!
  وأخشى أننا فى مصر وبما نسمعه ونشاهده عن دستور مفاخذة الأطفال وحرب تطبيق شريعة الإله الجبار وفتاوى زواج الأطفال وتهم إزدراء الأديان التى طالت أطفالاً أصغر سناً من ملالة نفسها.. أخشى أننا مقدمون على "ملالة" مصرية قريباً ونكسة مصرية طالبانية !!
 - - - - -
أتمنى لك السلامة يا "ملاله", أيتها الفتاة الشجاعة والجميلة

هناك تعليقان (2):

  1. شكرا لكتابتك هذا الموضوع و حتى أنا كنت أستشيط عضبا لحادثة ملالة و لكن أنت سبقتني عزيزي شكرا لجهوداتك التنويرية

    ردحذف
  2. الشكر لك يا عزيزى لمرورك وتعليقك الطيب

    تحياتى الإنسانية

    ردحذف