بزغ الفجر منذ فترة قصيرة و تصاعدت أنغام الندي الشتوي الجميل وهو يغطي كل شئ مستعدا لاستقبال الشمس علها تبعث الدفء في أوصال هذا الشتاء القارص… و خرجت الطيور تبحث عن رزق يوم جديد...
= يا لها من سعادة تلك الناتجة عن الشعور بالحرية ، انه أروع شعور يمكن أن يمتلكه كائن
= ماذا بك؟!! و ما كل هذا الحزن الذي يكسو وجهك؟!!
= الحرية… كم أتوق إليها
= و لكن أمثالنا لا يستطيعون تحمل الحرية التي تجول في خاطرك ، فنحن لم نعتدها و إنما تكفينا تلك المساحة المحدودة التي نمارس فيها شي من الحرية
= حرية!!!!! أية حرية تلك التي نمارسها؟!! كلامك هذا هو ما نسمعه منذ ولدنا ولكن أنسيت أننا ولدنا في قفص مثل هذا؟ فكيف لنا أن نعرف؟!! كيف؟؟ و مرأى الآخرين ينعمون بحريتهم يجعل الغيرة تنهشني.. أتعلمين لقد أصبحت علي استعداد للموت بشرط أن أنعم بساعة واحدة من تلك الحرية التي أتمناها و تسيطر علي أحلامي…
= أعلم أنك علي حق ، و لكن معرفتي أن الحرية حلم بعيد المنال يجعلني أهون الأمر علينا بمثل هذه الكلمات..
= آه… لو أدرك الإنسان أن عقله وحريته هما أعظم ما يمتلك!! أتدركين أن أكبر مشكلة يعانيها الجنس البشري هي صراعه من أجل الحرية مهما تغيرت المسميات…فهناك دائما فريق يبحث عن الحرية و أخر يعمل علي قمعها و لو فكر هؤلاء اللذين يتمتعون بحريتهم بينما يقمعون حرية الآخرين أن الأيام قد تدور و يحرمون هم من حريتهم لشعروا بمعاناة ضحاياهم و تغير موقفهم..
= إذا ما صح حديثك فهو إذا صراع وهمي و الحل في أيدي صانعيه… ليملك كل فرد حريته و ليحيا الجميع في سلام!!!
= يحيون في سلام…و ماذا يفعلون؟!! إذا ما انتهي الصراع فسوف يصبح الجميع سواسية و تختفي العلاقة التي يعيشون عليها- القاهر و المقهور- و سيتحولون إلى ملائكة يحيون في جنة علي الأرض و هم لا يقوون علي احتمال ذلك..!!
= منطق غريب!!! فلننعم بمساحة الحرية المحدودة التي نملكها، نمرح ونلعب ويأتينا طعامنا وشرابنا دون عناء
= قد تكونين محقة..و لكني لا أزال أحلم بأن أحلق بعيدا في سماء الحرية… هي لي المتعة دون الجنة الزائفة في هذا القفص.
انتبها فجأة للطفل الواقف بجانب قفصهما يرقب في صمت الحوار الدائر بينهما و كأنه يفهم لغتهما و فجأة دنا منهما و مد يده ليفتح باب القفص علي مصراعيه و كأنه يدعوهما للحرية ، حدق العصفور في وليفته و هتف…
= ماذا يعني؟! ماذا يقصد بما يفعله؟! أيدعوننا للخروج…للحرية؟!!
= يبدو هذا !!!! و لكن ماذا نحن فاعلان؟
= سنغتنم الفرصة بالطبع ..هيا….
= و لكننا سنموت ، فنحن لم نعتد أن نبحث عن رزقنا من طعام و شراب
= سنحيا و نتعلم كيف نعيش بحرية وحتي إن متنا فسنموت أحرارا..هيااااا
و خرجا من القفص مسرعين و عينا الطفل تتابعهما حتى اختفيا في الأفق البعيد... أحرارا.
الحرية نعمة لا يقدرها الا من حرم منها
ردحذفنتنفس حرية :)
ردحذفسنحيا و نتعلم كيف نعيش بحرية وحتي إن متنا فسنموت أحرارا -
ردحذفنهاية جميلة ومنطقية وكلها عظة
تحياتى
دعونا نحلم بحرية العقل و نعمل عليها في عالم ملئ بالأسوار ..!!
ردحذفشكرا لمروركم الجميل وتحياتي الانسانية البيضاء :)
الحرية تلك "الفراشة" التي تولد وتنتهي وهي تتنقل دون الالتفات ما هية تلك التنقلات إنها تعيش لأجل الحياة نفسها .. حين نمسك بها تموت , إنها الحرية !!
ردحذفأنا من جيل الأسبرين
تحياتي وتهانينا على هذه المدونة الرقيقة والإنسانية جدا
العزيزة VISION
ردحذفهو كما قلت: الحرية عندما نمسك بها تموت!!
أسعدني مرورك و لك تحياتي الإنسانية الصافية أنت و كل من ينتمون لجيل الأسبرين :)
صديقي الامير شكرا لودك الصافي واخلاقك العالية واتمنى دوام السلام الروحي لك
ردحذفشكرا لك وكل الحرية ايضا
العزيزة VISION،
ردحذفشكراً لك ودمتِ سالمة وصافية
^-^
love the image of the bird flying out of the cage
ردحذفEllen at The Raven and the Cellar Door
@ Ellen
ردحذفThank you Ellen for stopping by :)
I love the image too, i guess it's my favorite part of the post!!