الخميس، 5 أغسطس 2010

لماذا لا يتم إنتاج أفلام مسيحية ؟!

- الكفار الأنجاس -

لبعض الوقت كنت أشتغل صحفياً هاوياً فى إحدى صحف المعاندة أو المعارضة
و كان ثمة تساؤل يشغل بالى لبعض وقت أقل من بعض الوقت الذى إشتغلته صحفياً

( لماذا لم ولا يتم صناعة أى فيلم أو مسلسل عن أى شخصية غير مسلمة تواجدت فى تاريخ مصر الطويل
تاريخ مصر أطول وأكبر وأعمق مما قد يتصوره كائن فضائى يتابع ما تنقله الشاشة الفضية أو الذهبية أو البلاتينية
والتواجد الاسلامى المركز ليس سوى فترة صغيرة و تافهة بالقياس إلى عصور و حضارات و أحداث أعظم و أجل شهدتها مصر
لماذا لا ننصف التاريخ وننصف الحقيقة و نسرد الواقع كله

.. لماذا لم ولا يتم إنتاج أى عمل سينمائى أو تلفزيونى عن أى شخصية غير مسلمة وبالأخص مسيحية (أليسوا شركاء الوطنّّّّ !!) سواءاً كانت مشهورة أو غير مشهورة  ؟؟
لماذا لم تهتم الدولة بعمل فيلم أو مسلسل تاريخى عن العصر القبطى أو عصر الشهداء
أو سيرة عن نجيب الريحانى أو سلامة موسى أو لويس عوض أو فؤاد حداد  أو غيرهم كثيرين لم يتكرروا لا بالإسم و لا بالمعنى 

- فيلم وثنى إنتاج أمريكا المسيحية -

لا أتحدث عن كون المسيحيين مثلا أقلية موجودة و تعيش بيننا وتشاركنا حق (حق و ليس واجب أو منحة) المواطنة
ولا يعنينى كم هى النسبة الحقيقية لهم مقارنة بالمسلمين
وهى مهما تزمت المسلمون و(تباخلوا) فى تسخيطها وتقليلها ستظل نسبة موجودة على أية حال
و مهما أسرف المسيحيين وبالغوا فى زيادتها لن يغير من حقوقهم وواقع أنهم مواطنين شيئاً
لا يعنينى ذلك كله



مع أنه فى ذات الوقت لا أفهم كيف تقوم الدولة ( الدولة المدنية ) بإنتاج فيلم أو مسلسل يتحدث عن غزوات الإسلام (غزو من يغزو أى يحتل ) مثلا و تجبر المواطن المسيحى على مشاهدة هذا العمل صباحا فى شكل مسلسل و مساءا فى شكل فيلم
المواطن المسيحى  لا يعترف بالإسلام, بل يفضل تسمية نفسه قبطى حنيناً للعصر القبطى المصرى

لكن يعنينى فى المقام الأول تاريخ مصر الحقيقى وتراثها الثرى
يعنينى كل تلك الأحداث والمواقف التى مرت فى مصر و شهدتها أرضها 
وكونتها بهذا الشكل ( المتلخبط )
يعنينى وأتصور أنه يعنى كل المصريين ( التاريخ المصرى العتيق 3200 ق.م-2690 ق.م ) , عصر مينا ..
  التاريخ المصرى القديم أو عصر بناة الأهرام
 عصر الدولة الحديثة ( الإمبراطورية المصرية الحديثة ).. عصر أحمس و تحوتمس و حتشبسوت وإخناتون و توت عنخ أمون ورمسيس ( الأول-التاسع )
 تعنينى الإسكندرية و البطالمة و العصر الرومانى واليونانى و الهللينى
يعنينى عصر شهداء الإسكندرية
و العصر البيزنطى
والعصر القبطى و الرهبنة والأديرة
  
- فيلم إلحادى إنتاج غربى كاثوليكى -

أتذكر أننى أفصحت عن تساؤلى هذا لزميل أثق فى عقله أكبر سناً و خبرة, فنظر لى و بدأ يقول كلاما أتذكره الان جيدا لأنه  نفس الكلام الذى ذكره عندما أخبرته قبلها عن رغبتى فى الكتابة عما يحدث فى المؤسسة العسكرية أو الجيش من فساد وظلم  وفوضى وأمور التجنيد و المجندين المغلوبين على أمرهم .. و بلاوى يفيض بها هذا الملف الشائك المرعب
قال لى فى الحالتين كلاما كثيرا يفهم منه أن تلك الملفات أو الموضوعات لا يمكن التحدث عنها بأى شكل كان
حتى الجرائد المفرطة فى نقدها و الدسمة فى معارضتها لا تأتى على ذكرها
تخيلت أنه قانون مفروض على الجميع
هكذا  
لكنه لا قانون و لا أى شىء... مجرد تواطؤ بين الجميع.. فالأمر مفهوم لوحده
لا يصح التحدث عن الجيش, فهذه أسرار عسكرية و الأعداء يتربصون بنا !!
لا يصح التحدث عن المسيحين أو أى أقلية أو فئة (ضالة  و إعذرونى ) أو أى تصنيف آخر مهمش تحت أى مسمى..  فهذه فتنة طائفية و حض على الكراهية بين ذراعى جسم الوطن
هكذا
و لم أفهم صراحة
لم أتفق مع إتفاقهم
- الحاج مالكولم المسلم إنتاج مسيحى -

أعترف الآن أننى كنت ساذجاً عندما فكرت فى طرح هذا السؤال من الأساس
فالموضوع أكثر تعقيداً بكثير مما تصورت
كنت ساذجا
أرى سذاجتى الآن و أنا أتذكر كتاباً لمحمد عمارة, أحد الكتاب المعروف عنه أنه إسلامى تنويرى أو حداثى أو تجديدى ( من الآخر إسلامى طليعى .. مثل لوحات فاروق حسنى )
الكتاب كان اسمه أسلمة العلم على ما أتذكر
شىء آخر غير تعريب العلم
أصحاب تعريب العلم قفزوا فوق واقع أن مجتمعنا و بلادنا لا تنتج أو تعبأ حتى بالعلم و طالبوا بتعريبه..
تنبهت لسذاجتى عندما تذكرت عمارة الذى قفز فوق كل شىء و كل واقع وسرح بأسلمته ..
( نفسى أعرف مين أين يستقى هؤلاء السادة العقلاء أفكارهم؟!!؟)
أنا الآن مثله.. أقفز فوق كل واقع 
و أسرح بسؤالى مفترضاً أننا نحيا فى عالم مثالى 
يجعل من حقى أن أتذكر التاريخ وأحلم أن أرويه كما هو لإبنى من بعدى
فى العالم المثالى لا تصلح سوى الأحلام 
من يشاركنى السؤال و الحلم؟!

هناك تعليقان (2):

  1. اتفق معك جدا فعلا وكأن التاريخ اقتصر على المسلمين بس اعتقد المشكلة اكبر من ايدلوجية بتخلى المنتج او المخرج يتحرك ناحية الحضارة الاسلامية بشخصياتها الفكرة ان هنا مفيش مخرج ولا مؤلف مثقف بمعنى الكلمة يقدر يكتب عن التاريخ او يعمل فيلم مثلا زى اجورا .

    ردحذف
  2. التاريخ موجود
    والإمكانيات موجووووودة
    واللى بيسموها وطنية موجودة
    والناس موجووووودة
    وكله موجود

    لكن الظاهر ان البلد هى اللى مش موجودة


    احب افكرك بكلام توفيق الدقن اللى مش ليه علاقة بالموضوع بس على علاقة بيه
    (لما كلكوا فتوات امال مين حينضرب؟!!)

    ردحذف