الجمعة، 24 ديسمبر 2010

فى ذكرى عالم حقيقى



فى كل ليلة و فى كل صباح
يولد البعض للشقاء
فى كل صباح وكل ليلة
يولد البعض للبهجة العذبة
يولد البعض للبهجة العذبة
يولد البعض لليل طويل بلا نهـــاية

                                  
  ذات مقالة, إستشهد مستجير بتلك الأبيات للإنجليزى وليام بليك ليجيب أن العلم.. العلم وحده هو خلاص البشر..
العلم هو الأمل لهذا الليل الطويل



ضعيفة, ذاكرة الإنسان
دوماً تكون الكتابة عمن يستحق متأخرة بعض الشىء !!
هذه تدوينة متأخرة جداً جداً عن أحمد مستجير (ديسمبر 1934 - أغسطس 2006)..
عن عالم حقيقى وكاتب عظيم فى بلد بائس لايليق بعقله أوفكره

كنت أود الكتابة عنه منذ زمن طويـــل
الحق أنه أول من وددت الكتابة عنه ولمه لا؟
وهو فى وقت ما كان بمثابة الأب الروحى العقلى لى
مثلى مثل الكثير ممن يعرف قدره وحجمه الفكرى العظيم.. لم نكن لنتخيل الحياة بدون كتاباته وترجماته التى بلغت قرابة المائة عنوان.. كلها كتب ممتعة و مهمة

 حدث فى صدفة بحتة أن عثرت على مقالة عنه كتبها أحد رواد الإنترنت فيما يبدو أنه إخوانى النزعة, ولم يكن الأمر أنه وضعه فى مستوى واحد مع زغلول النجار (العالم الجليل الآخر حسب قوله) وغيره من محسوبى الشعوذة و الدجل الحداثى.. بل كان على وشك تفضيل النجار عليه
الأمر الذى إستفزنى بحق
وأضحكنى فى آن , فلو كان هذا الإخوانجى أو غيره قد قرأ شيئا مما كتب مستجير لخجل من نفسه وعرف ما يدعو إليه مستجير ولما كتب عنه من الأساس !!!!
لكن هى الفشخرة الكذابة والتعلق اللزج بواحد مشهور وخلاص.. (فخر الإسلام والمسلمين) !!, وهم منه ومن إسلامه براء

لعرف أن الحديث عن مستجير يعنى الحديث عن عالم حقيقى يحارب كل تلك الأفكار الزائفة الضلالية.. وليس مثل مشايخه يدعو للوهم
يعنى الحديث عن إنسانية العالم وعن مبدأ الإنسانية
لعرف أنه إنسانى المبدأ, وعقلانى الفكر..
يعنى قبل كل شىء الحديث عن العلم الممتع.. عن جمال الإكتشاف وحلاوة الفكرة
 كان همه الأول والأخير هو سيادة العقل والتفكير العلمى والخلاص بالعلم لحياة أفضل
لعرف أن مستجير عالم وصل به حب العلم إلى حد الإفتنان والكتابة الشاعرية عن العلم !!
عالم بحس شاعر.. أو كما لقبوه أديب متنكر فى هيئة عالم
لكن الحالة التى مثلها كانت حالة نادرة بين المشتغلين بالعلم مثله مثل س.ب. سنو البريطانى
عندما يرى العالم فى العلم جمالاً لا يقل عن جمال الخيال والشعر و الأدب
كان مستجير يقول أن العلم إبداع.. العالم يحتاج خيالاً وجمالاً لا يقل عن خيال الشاعر وجمال الحب

 مستحير حسب علمى أول من كتب شارحاً نظرية التطور وناقلاً أميناً لما كان يكتب عنها .. حسب علمى أيضاً كان أول من كتب عن لوسى جدة البشر.. جعلنى أحب الجدة لوسى ... أول من كتب عن البيوتكنولوجيا وصاغ الكلمة.. مثلها مثل اليوجينيا والجينوم والدنا والبيوأخلاقيات
 ومبسطاً لكل تلك العلوم
هو من جعلنى أتمنى أن أعلق بوستراً لـ( اللولب المزودج)
هو من عرّفنى على ريتشارد دوكينز و بول إيرليش و راشيل كارسون

 أحمد مستجيـر 

عندما بحثت فى جوجل عن صورة جيدة رائقة لمستجير كى أضعها هنا لم أجد سوى الصورتين أو الثلاث المعروفتين وكلها صور تشبه جودتها صور الموبايل القديم
بمنتهى الفضول مسحت إسم أحمد مستجير ووضعت إسم "محمد حسان" ونقرت ... صور ولا أندرتيكر !!
مسحت حسان ونقرت على إسم زغلول .. صور و لا أميتابتشان !!

أحزننى أن لا أجد صورة جيدة له بالمقارنة ببحر الصور لهؤلاء السحرة مروّجى الأوهام والكسل العقلى
أحزننى أن حلاق بلدتنا يتكهرب أمام إسم  الظاهرة مصطفى محمود ولا يعرف إسم مستجير
أحزننى أنهم وضعوا مقالة لمصطفى محمود يفند فيها نطرية التطور (بالعافية).. تجعل أى عقل بسيط يلعن العلم ويكفره, ولا يفكروا فى وضع أى مقالة لمستجير يشرح فيها الجمال والعقل فى التطور أو غيره فى أى نظرية علمية وفى العلم عموماً

أحزننى أكثر أن لا أجد أى مقالة جيدة عنه كتبها كاتب ثقة سوى مقالتين فحسب
أولهما مقالة كان قد كتبها صديقه فى الرحلة والمرحلة "سمير حنا صادق" ( واضع مصطلح العلم الزائف "علم الطب النبوى و الحجامة والسحر",
كان قد نشرها فى مجلة إبداع ( نفس المجلة التى صودرت مرة بأمر بلطجية الإسلام )..
للأسف لم أجد المقالة على الإنترنت
المقالة الثانية كتبها خالد منتصر (سأنشرها فى التدوينة التالية


- - - - - - - - - - - - -
  حقائق قليلة عن مستجير:

 - مولود فى ديسمبر عام 1934
 - إلتحق بكلية الزراعة محبة فى النباتات والحقول الخضراء ( الطبيعة المصرية)
 - لم يكمل فى الوظيفة الروتينية التى أعطتها له الحكومة ( وأعطته حصاناً وسرايا صادرتها الثورة ليقيم فيها), الأمر الذى لم يروق لحسه الإنسانى وهو يشهد بؤس الفلاح المصرى.. فسافر لإدنبرة لدراسة علم الوراثة والتحسين الوراثى
 - أنتخب عميداً لزراعة القاهرة فترتين (قبل أن تصبح العمادة بالتعيين)
 - أنجز العديد من البحوث الوراثية لتحسين المحاصيل النباتية والثروة الحيوانية ( منها إستنباط نوع من الأرز ( ومصر بلد تحيا تا تحت رحمة الأرز) يمكن زراعته فى الأراضى الملحية وريه بمياه البحر.. وكان على وشك إجراء عملية إستنساخ جاموس... طبعاً, لم يسمع أحد عن كل ذلك.. فى بلد يحكمها بلطجية الفكر وأشباح العلم.. بلد لا يزال يفتى فى حرمة نقل الأعضاء البشرية فكيف يدعوه يلعب فى مخلوقات الله !!
 - بعد إنتقاله للعيش فى النمسا ليكون قريباً ومتابعاً لجديد العلم و الفكر لم يتخلى عن ( مسئولية المثقف ) وظل يكتب فى مجلات عديدة منها سطور ( المجلة التويرية التى أفلست لأن أحداً لم يهتم بها )
 - دفن فى مصر, لكن قبل أن يدفن تم حجزه فى قرية البضائع بالمطار
كتب سمير حنا صادق أن أحمد شوقى (ثالثهم) عندما ذهب لإستلام جسده من المطار إنهار باكياً وهو يصيح" أحمد مستجير فى قرية البضائع"!!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق