الجمعة، 12 نوفمبر 2010

روائع المنحوتات: فينــوس دى ميلــو ... (2-1)






  ربما لا يوجد من سار على جايا (أمنا الأرض) إلا ورآى هذا التمثال شخصياً (على صفحة كتاب أو خلف شاشة ) أو رأى نسخة منه ( فى واجهة القصر أو محال الأنتيكات والديكور) وأقصد فى أنحاء العالم كله

"فينوس".. بغير ذراعين
 أشهر التماثيل الكلاسيكية القديمة المنحوتة من الرخام
والمعروف بـ" فينوس دى مَيلو" بالفرنسية Venus De Milos , أو فينوس ميلوس, نسبة إلى ميلوس الموجودة إحدى جزر اليونان, المكان الذى نُـحت فيه وضـاع فيه قبل أن يَكتشف مجدداً فى مَيلوس  



Calms appear, when storms are past
Love will have his hour at last
Nature is my kindly care
Mars destroys, and I repair
Take me, take me, while you may
Venus comes not ev'ry day
     John Dryden -


حسناً.. هذا التمثال يصوّر إلهة أو ربّـة الجمال, فماذا يمكن أن يكون سوى عمل فاتن وساحر !
وماذا يمكن أن يكون هذا التمثال سوى "فينوس" ?!!

هذه الأعجوبة الغير مكتملة بالذراعين والمغلّفة بالسحر والغموض
لا يتوقف سحرها على جمال التمثال نفسه الغير كامل حتى
بل حتى اللحظة ثمة تساؤلات حائرة لا تنتهى عن إسم صانع هذه التحفة
أو تاريخ ميلادها
وما إذا كان التمثال الأصلى يحتوى شخوصاً آخرين كـإله الحرب اليونانى "آريس" (المقابل للرومانى "مارس")
وكيف كانت هيئة الذراعين بالتحديد وكيف فقدتا 
 ولماذا وُجد فى هذا المكان بالتحديد ؟!!!

لا أحد يمكنه تقديم إجابات مؤكدة حول تلك التساؤلات
لكن المؤكد أن غياب الذراعين فى هذا العمل أضفى نوعاً من السحر الآسر ورسم أفقاً أوسع من التخيل الجميل لمن يراه 





" فينوس " هى إلهة الجمال والحب والمغازلة والشعر وكل حاجة حلوة فاتنة عندنا.. لكنها للأسف ليست إلهة عندنا..!!
بل عند الرومان
فى بعض الأحيان يطلق على التمثال إسم "أفروديت" الميلوسية
فالواقع أن التمثال أصله يونانى (أفروديت تعنى باليونانية" المولودة من رغوة البحر")
" أفروديت" هى المقابل اليونانى لفينوس الرومانى.. إلهة الحب والجمال والخصوبة عند الاغريق (الحضارة اليونانية القديمة)
الجميلة التى فتنت آلهة الأوليمب وألهبت غيرة وحسد رفيقاتها

إبن أفروديت فى الأسطورة اليونانية هو "إيروس".. آمور, إله الحب والرغبة (الأيروتيكية) ..
 أما فى المقابل الرومانى فهو "كيوبيد" رسول الحب المعروف بجناحيه  وبجعبة سهامه..
الذهبية للحب... والفضية للبغض



البداية كانت فى عام 1820
وعلى جزيرة ميلوس, واحدة من الآف الجزر اليونانية.. الواقعة فى بحر إيجه
 إكتشف أحد المزارعين اليونانين التمثال داخل أحد الكهوف, بينما كان يعمل فى حقله ..
التمثال كان مكسوراً إلى نصفين .. مفقود الذراع وبدون قاعدته
 وبعد جهد كبير.. إشترى التمثال ضابط بحرية فرنسى كانت تحط سفينته بالصدفة على تلك الجزيرة
إشتراه لصالح السفير الفرنسى فى تركيا الذى قام بإهدائه إلى الحكومة الفرنسية تشجيعاً أو تعويضاً لها على فقدان فرنسا الحزين لتمثال آخر لفينوس (فينوس مديتشى) كانت فرنسا تعتز به كثيراً ويفخر به الفرنسيون
لكن فرنسا قامت برده ثانية إلى إيطاليا (فلورنسا) فى عام 1815
وهو تمثال سلبه نابليون من إيطاليا خلال إغارته عليها

سرعان ما وقع الفرنسيون فى غرام التمثال الجديد والأجمل بالطبع
وتم عرضه على الملك الفرنسى لويس التاسع عشر الذى قرر فى لحظتها, ضمه إلى متحف اللوفر.. ومن وقتها (عام 1821) لا يزال معروضاً هناك
ومن هنا يمكننا فهم أصل تسميته الفرنسية !


  لم يتم التعرّف على ناحت هذا العمل الفريد 
لكن الدراسات العديدة التى أجراها الخبراء على التمثال تعود بتاريخه إلى ما بين 100 و130 سنة قبل الميلاد
أى خلال ما يعرف بالعصر الهيلينى (فترة السيادة اليونانية وحكم الإسكندر وخلفائه)

مما يذكر أيضاً أن التمثال كان ملوناً وقت عرضه

كانت التقاليد المتبعة فى هذا الوقت
أن يتم طلاء التماثيل التى تصور الألهة بالألوان وكسوتها بالثياب المزركشة والمبهرجة
وتزيينها بالحلى و المجوهرات حتى تبدو بأزهى صورة ممكنة...
عند إكتشاف فينوس كانت أذناها مثقوبة !!

لكن تيقى الذراعان المفقودتان لغزاً محيراً وجميلاً فى نفس الوقت
يضفى على العمل سحراً آخر 
مع أن الأمر لم يسلم من الفكاهة العجيبة.. فثمة من يؤمن أن فينوس العارية ماهى إلا مريم العذراء وأن المسيح الأصلى كان محمولاً على كتفها فى التمثال الكامل !!!


كان كيوبيد أو إيروس (رسول المحبة) إبناً غير شرعياً لفينوس مجهول الأب 
يُـعتقد أن أباه كان مارس, إله الحرب
وفى أقاويل أخرى أن أباه كان زيوس نفسه.. كبير الألهة !!


إحدى الروايات تعتقد أن أحد الذراعين المفقودين كانت تمسك بالغطاء المخملى الذى يغطى نصفها الأسفل بينما تمسك اليد الثانية بمرآة تتأمل فيها فينوس جمالها



لكن أغلب الروايات تذكر أن بجانب التمثال تم إكتشاف يد ممسكة بتفاحة.. ويبدو أنها تخص فينوس
ويبدو أيضاً أنها التفاحة التى أعطاها باريس  إلى أفروديت (فينوس) كما تخبرنا الأسطورة
لتصبح صورة التمثال شبيهة بتلك التى صورتها أنامل أبو النحت الإغريقى براكسيتيلس بعدها..
 يد تمسك بالإزار الذهبى ويد تمسك بالتفاحة الذهبية البرّاقة التى تستحقها "الأجمل"

تحكى إلياذة هوميروس عن الخلاف الذى حدث بين
الربات الثلاثة: حيرا (القوة) , ومنيرفا (الحكمة) , وفينوس (الجمال) على أحقية
 كل واحدة منهن بالتفاحة الذهبية التى صنعتها "حيرا" وكتبت عليها " للأجمل"
فقررن الإحتكام إلى أول عابر طريق.. والذى لم يكن سوى باريس إبن بريام العظيم, ملك طروداة
(تتذكر فيلم طروداة Troy ؟)
باريس الذى فتنه جمال فينوس وأعماه عن التفكير فناولها التفاحة الذهبية
مقابل أن تهبه فينوس أجمل النساء.. هيلين (سبب حرب طروادة) !!!






- - - - - - - - - - - - -

 - روائع المنحوتات: ديفيـد - ميكلانجلـو 








هناك 3 تعليقات:

  1. مشاء الله صراحه ابداع

    ردحذف
  2. نوفا

    شكراّ على مرورك يا عزيزتى
    دمتى سالمة

    ردحذف
  3. I have seen it at the Louvre, thanks for the elaborated information

    & the music in the next post is really great

    ردحذف