الجمعة، 31 مايو 2013

حقك فى التعبير, وواجبى فى الإزدراء!


عزيزتى/عزيزى..

"فرق كبير بين حرية التعبير عن الرأى وبين المطالبة بإحترام هذا الرأى.. لك الحق فى أن تعبر عن رأيك بحرية تامة وبأى شكل تريده وتراه مناسباً بحيث لا يمسّ حريتى أو حرية غيرك أو يعتدى على شخصى أو شخص غيرك.. لى الحق أن أتفق/أختلف مع رأيك لكنى لست مُطالباً أبداً أن أحترم رأيك, "أنا أحترم حقك فى التعبير عن رأيك".

عندما -مثلاً- تتصور أن المثليين شواذ وعار, أو أن المرأة قاصرة وناقصة عقل وشهادة, أو أن غير المسلمين كفّار وتنعتهم بالخنازير (والخنازير حيوانات بريئة فى الواقع) أو.. أو غيرها من الأمثلة التى للأسف لا تزال مثار نقاش وإختلاف فى مجتمعاتنا تلك وزماننا هذا .. فى الواقع, أنا لا أحترم تلك الآراء بل أزدريها وفى نفس الوقت لا يمكننى سوى أن أُشفق على حاملها كشفقتى على طفل مصاب بالصرع, لكن مع ذلك لا يسعنى سوى تقبل أن هذا حقك فى التعبير عن رأيك وحقى بل واجبى أن أرد على رأيك وأنتقده قبل أن أتركك للزمن والتطور ليصلحا ما فسد!

فى دائرة أكبر, أنت حر أن تعبد جورب عفن ترى أن روح الإله تجسدت فيه، أو أن تؤمن بخيال مآتة يحرس حقل الذرة الخاص بك من العصافير وثقوب جسدك من الأشباح وأن تسجد له شاكراً, أو أن تمارس الجنس الفموى مع الحجر الأسود، مادام فيه رضى بين الطرفين و"نصيب الحجر كده".. كما غيرك, حر فى أن يرقص عارياً على نغمات الموسيقى فى سبيل الزِن واليان والين.. هذا رأيك وذلك معتقده, لكنى لست مطالباً أبداً أن أحترم خيال المآتة هذا أو أن أسعد بهذا النوع من الجنس، ومن حقى أن أراه "هطلاً". فى الواقع هو هطلاً محضاً.. لكن حقك عندى أن أحترم تلك المساحة الخاصة بك فى التعبير عن رأيك وممارسته كما تهوى "بعيد عن دماغى وكينونتى وكينونة غيرك"..

أنت تسعى لصناعة مشكلة كبيرة عندما تلغى كينونتك وحريتك نفسها وتستبدلها بأصداء تدّعى سماعها من خيال المآتة الخاص بك أو أى أراجوز غيره وتطلب منى إحترام تلك الأصداء الخرافية, ثم إنك بعدها تُعقد المشكلة أكثر عندما تضع هذا الخازوق/الأراجوز فى مساحة حريتى أنا وتطالبنى بالرضوخ وتطلب منى أن أفعل مثلك وأُهلل معك لهطلك، ثم تتصوّر أن ذلك من منطلق حرية التعبير وو..
بالذمة ده كلام يا عديم المفهومية يا أهطل؟!"



إختلاف العقول فى كثير من الأحيان نقمة تسبب الإكتئاب

الخميس، 9 مايو 2013

ميديشى الشاطر وأخبار الأدب.. "الإسلامى"!




صورة أنشرها للتاريخ، فهى بنظرى إنتكاسة كبرى وبشكل شخصى تعبث بأحلامى وأفكارى فى مكان حساس فى "حارة مزنوقة"
حاولت، حقيقى يا عزيزى حاولت أن أكتب شىء ذى منطق أو معنى تعليقاً على هذه الصورة لكن لم أتمكن، ربما لا زلت فى مرحلة عدم التصديق وهو شىء يصدمنى..
لكن يبدو أن الأمر حقيقى، وهذه الجريدة، وهى بالمناسبة الوحيدة التى كنت أشتريها ثلاث سنين مضت وانت راجع لورا.. فرحان بمحتواها وبصورة الغلاف، والغلاف كان دوماً يحمل وجهة نظر وحس فنى وكانت صور مثل نجيب محفوظ أو جوتنر جراس أو ساراماجو أو لوحات لفريدريش أو إدوارد هوبر "رسّام القلوب الحزينة" أو بيكار أو السجينى أو غيرهم كثيرون تتصدر واجهة الغلاف فى الوقت الذى كان يرأس تحريرها "جمال الغيطانى" قبل أن يتركها ويخلفه واحد أكثر بيروقراطية وأشد تزمتاً ليتركها بعد ذلك للأستاذة "عبلة" التى حوّلتها إلى نشرة قصر ثقافة القاهرة الكبرى، لكنها عل تحولّاتها كان لا يزال بها بعض الأدب، قبل أن يصل بها العبث إلى هذه المرحلة..
المهم.. شعورك إيه وإنت شايف صور الناس المذكورة بتختفى ويتحط مكانها صورة تاجر جملة فى عصابة دينية بصفته "ميديشى" مصر الأول؟!!

- غلاف قديم لأخبار الأدب -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - 
- بالمناسبة، هى نفس الجريدة التى كتب رئيس تحريرها المستغفل (بالكسر والفتح) يوماً أن ماركس كان يمدح محمد النبى، فى عددها الذى خصصّته للدفاع عن محمد والإنتقام العنيف

الخميس، 2 مايو 2013

"عصيد" ليس الفكرة يا أشباح الظلام!



 "أحمد عصيد", كاتب تنويرى ومفكر أمازيعى إنسانى حر..
وثانية.. تحاول قوى التخلف والظلامية إسكات عزف ألحانه الفكرية.. تلاحقه اليوم تهديدات الإسلاميين، ممن ختَم الدين والجهل على عقولهم وقلوبهم وبعد أن صدرت فتاوى عديدة من شيوخ الجهل تُـهدر دمه وتحلل قتله بإسم الله ودفاعاً عن الإسلام، بل تصل وقاحة بعضهم للإعلان عن مكافأة لمن يقيم فيه حد الردّة!

 المثير للسخرية، أن هؤلاء الإظلاميين يتهمونه بإزدراء الدين والإنتقاص من نبيهم، عندما فطّن (من لديه عقل) أن الرسالة التى أرسلها محمد إلى هرقل مصر وفيها عبارة "أسلِم تسلَم"، ليست سوى رسالة تهديد وإرهاب محمدى، ولا يصح أبداً تدريس مثل هذه المواد فى المدارس.. بل لا يجوز الإعتداد بها أصلاً إلا فى حالة تكويرها وإرسالها إلى مزبلة التاريخ، لما فيها من عنصرية ودموية وتعصب قبيح.
لكنهم بدلاً من مداراة فضيحة نبيهم الإرهابى وعنصرية دينه، يكشفون عن وقاحة اكبر وإرهاب أكثر ويُشرعون فى وجه أفكاره اللغة الوحيدة التى أصقلها فيهم الإسلام، لغة التهديد والقتل.. لغة الإرهاب!!

  ولا يدرك مثيرو الشفقة والغثيان هؤلاء, أن "عصيد" مجرد شخص لكن الفكرة فى الأساس هى الفكرة بحد ذاتها، والفكرة حرة.. والحرية فكرة ستطيح بهؤلاء الظلاميين يوماً ربما يتأخّـر..
ربما تكفرونه وتهددونه وتتمادوا فى إرهابكم أكثر مع غيره، لكن تأكدوا أن "أحمد عصيد" مجرد شخص يحمل مشعل الفكرة، وهو ليس وحده.. فكلنا "أحمد عصيد"، والفكرة باقية وماضية وستقضى على خرافاتكم وأفكاركم البالية واللإنسانية, وستشق عبر ظلامكم نورأ وتنويراً للحياة وللأجيال القادمة.. وها هى تفعل.

أيها الجهلاء الأغلاظ، إستتروا بإرهابكم الفكرى يرحمكم التاريخ!

- - - - - - - - - - -