الجمعة، 22 فبراير 2013

أفكار شاردة 2


- مـن أسباب دخـول النـاس فى الإسلام - *
 اللوحة للفنان الألمانى "فرانس فينترهالتر"

 - "مِن أَكثَـر مَا يُحزنُنِـى ويَستفزّنى فيمَا يَتعلّـق بِصناعاتِ الإِسلام, هو ذلك التَبرير الذى جَعل الكَثير مِن المُسلمين يُمارسونه دِفاعاً عَن إِحتقارِهم الذَاتى والكَامـل, الوَاقـع عَليهـم من الإِسلام نَفسُه.
 بِالأَخـص المَرأة, مشهدُ المَرأة التى تُدافِـع عن أَفكًار تَصفها بالعَورة أو النَـاقصـة أو تُلخّص حَياتهَـا فى أَنها مُجرّد آلَة جِنسيـة للمُتعـة أَو التوالُـد أو أُم مُرضعـة فحَسب.. مشهَد مُؤلـِم مَرّتيـن".

 - "حُـرمِة تَصوير الوُجوه والجَسد وإِطلاق حريّـة الخيَـال والفـن أو مَا يُسمّى بالفَـن الإِسلامى كَان مِـن أكثر الإِنتكاسَات المُعقّـدة التى صَنعهَـا الإِِسلام فى عُقـول أَتباعِه.. الفَـن فى أُوروبا مَثلاً, كَان من العوَامل القويّـة التى سَاعدتهـا عَلى إِجتياز عَصر الخِيبة والتخلف, والدُخول إلى عَصر التنويِـر والتفكيِـر والحُريات ومن بَعده تقديِـر الجمَـال وتقديِـس الحيَـاة.. وكانت الأعمَال الفنيّـة تُصوّر خيَـال الأُوروبييـن الحَالميـن بجنّـة السمَـاء, حَتى أَدركُـوا أنّ هذهِ الجنّـة المُتخيَلَـة لَيسـت ببعيِـدة ويُـمكن تَحقيقهـا هنَـا, فى هَـذه الأَرض.. الإسلَام, بِالعكـس, عَطّـل خيَـال المُسلميـن تماماً وكرّس بشكل أكبَـر لكراهيّـة الجمَـال وحُرمِـة الفَــن وحُرمّـة الحيَـاة نفسهَـا.. بَمعنى آَخر, الإِسلَام لَم يكُـن ضِـد الفَـن فَحسـب, بَل ضِـد الحيَـاة كُلهـا".

 - "فى الجنّـة الإسلامية, سيكون المسلمون مخلّديـن وبعمـر الشباب!.. لكن ماذا لو أن البعض يرى أن عمر الطفولة هو الأجمل؟ ويريد عمر الطفولة, وليس الشباب؟!"

 - "لِفهـم ما قام ِبه محمد (نبى الإسلام) بالضبط.. تخيلـه يعيش فى هذا العصر وتخيّـل "أقواله" و"أفعاله" و"غزواته" و"فتوحاته" تحدث فى هذا العصر.. تخيّـل أقرب مثال له فى هذا العصـر!!"

 - "َأنـا لا أَكـره مُحمّـد, ولَا أَكــرَه الله.. أَنا بَـس بَعتـب عَليهُـم".

 - "مِـن الفُـروق الكَبيرة ذَاتَ المغـزى بين المُـؤمنيـن والمُلحـدين, أن التسَـامُح وسَعـة وحُـرية الأُفـق تَجعلنـا نُشفـق عَلـى المُؤمنيـن, وَفى أَحيـانٍ نتضَامَـن معهُم.. لأنّ حَتّى الخُزعبلَات التى يُؤمنـون بِهـا, نَجـدُ لهَـا تَبريراً أحيَانـاً ونُعوّلهـأ عَلى الفَـراغِ الوجودىّ الـذِى يُـحتويِنـا جَميعاً مِن البِدايـة..
 نَتضَـامَـن معهُم وَهُم يَحتقِرونـا دُنيَـا و"آخِرة"!!


 - " تَسألُ مُسلماً: "بِتحب التَـاريخ؟!".. يُجيبك: "جداً", "خصوصاَ فترة وُجود الأُندلس"..  "طَب بالنسبَة للّى قَبـل وبعـد وحوَاليـن الأَندلُس.. مَا هُو تاريخ برضُه", وربّمـا أَكثر إِثـارة, لَكن المُسلميـن لَا يُمكنهم إِدراك ذَلك حتى يعترفون به.. عِندما يَبدأُ المُسلم فى إِدراك أنّ تَاريخ إِسبانيا مَثلاً أًكبر وأَعظم مِن فَترة وُجود العَرب فِيها, عِندها فِقط يُمكن أَن يَرى سَبب مُشكلته مع العـالَم ويَستحق أَن نُطلق عَليه لَقـب إِنسان"!
 ,وإسبانيا مجرد مثـال من أمثلة عديـدة...

 - "عِندمَـا يُـجِيبـك: "الله أََََعلـَم".. هَـل هُوَى قِمّـة الهبَـل, أم قمَـة الكَسَـل؟!"

 - " طـب ما ربُّنـا بيسـِب الـدِين"!

- "عارِف.. الإسلام فعلاً هو الحَـل, لأن ببساطة اللّى صمّم القنبلة وصنع المشكلة هو الأَدرى بها وبحلّها".

- Religious park -
 - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
موضوعات أخرى:
 - أفكار شاردة 1
 - الشطرنج الإسلامى..
 - العلمـانية هى الحـل.
 - الإله الضعيـف.
 - الإنسان أقدس من الإسلام ورموزه .
 - من تفكيركم, سُلط عليكم.

الأربعاء، 20 فبراير 2013

قصة وعبرة من السلـف الصالـح



"قِردة أُم تَفتـح الصنبور لرجليـن كَفيفيـن كَى يَشربـا.. تَشـرب بَعدهُمـا، ثم تُغلـق الصُنبـور*"
 كَم أَنت عَظيم أَيُها السلَـف"
- - - - - - 
 *صنبور يعنى حنفية.

الاثنين، 18 فبراير 2013

الدبة المتوحشة تقتل نفسها هرباً من الإنسان الطيب!


 ربما تربينا جميعاً - بوحى تعاليم دينية وثقافية - على أن الإنسان هو الكائن الوحيد المميز بعقله ومشاعره وإدراكه وإرادته الحرة فى الإختيار بين الخير والشر ووو.. تعاليم وأفكار جعلت الإنسان يتصور نفسه محور الكون كله وسيده وكل ما على الأرض مسخّر لخدمته ورضاه أو كما كرّست نصوص إسلامية لهذا التصور..
 وتربيّنا أيضاً على أن أفعالاً مثل الإغتصاب أو الإنتحار هى أفعال "نفسبشرية" بإمتياز لا تحدث فى ممالك الحيوانات الأخرى عديمة الإحساس والإدراك, كما أفعال أخرى عديدة يعتقد البشر أنها تميزهم وتخصهم هم فحسب لكن مع الوقت ومع توسّع معارفنا نكتشف أن الإختلاف بيننا وبين تلك الحيونات الأخرى ليس بمثل هذا المدى الكبير الذى نعتقد.. وللأسف هذا التوسع المعرفى لا يوازيه فى المقابل نضجاً أو مسئولية معرفية, بل العكس هو ما يحدث, ونكتشف كل يوم أن تميزنا الأكبر عن الحيوانات الأخرى هو فى وحشيتنا وقسوتنا التى لا تقارن بأفعالها التى ننعتها بالوحشية. وليست ببعيدة, ذكرى إهمال الحيوانات وتركها تحترق فى حديقة الجيزة, وقبلها بوقت كانت فكرة قتل الكلاب والقطط من العلامات المصرية المميزة وكانت الحكومة المصرية تعطى مكافأة مالية لمن يجلب لها أكبر عدد من ذيول القطط والكلاب كبرهان على قتلها والتخلص منها.

 وهذه القصة ربما تصير مثار تندّر البعض وتحوقل وتهليل البعض الآخر برحمة الرحمن, لكننى قررت أن أكتب عنها لغرابتها ودلالتها التى كما أسلفت لا تعكس سوى وحشية وقسوة الجنس البشرى مقارنة بحيوانات أخرى درجنا على وصفها بالوحشية..
 القصة بطلتها دبة قامت بقتل صغيرها لتنجيه من حياة قاسية ومؤلمة كانت بإنتظاره, قبل أن تقتل نفسها بعدها لتتخلص من تلك الحياة المؤلمة التى خبرتها.
 بدأت القصة فى الصين (الخبر هنا), حيث تشتهر ضمن ما تشتهر بمزارع الدببة حيث تتم تربية الدببة بالألاف فى أقفاص حديدية وبطريقة وحشية, بغرض إستخلاص سائل المرارة من حوصلتها الصفراوية, إعتقاداً منهم بتأثيرها القوى والمعجز فى الشفاء من أمراض عديدة, حتى أنهم يطلقوا عليه "الذهب السائل", وهو أمر يذكرنا بأسطورة مؤخرات زغاليل الحمام وبول الإبل التى تشفى من أمراض الكبد وأساطير كثيرة غيرها..
 تتم عملية الإستخلاص عن طريق شق ثقب فى بطن الدب أو الدبة, وبواسطة إبرة حديدة يتم سحب السائل الأصفر مرتين فى اليوم, مع الإبقاء على الدببة حية وإبقاء الثقب مقتوحاً مما يعرضها للإصابة بأمراض أشد إيلاماً كالأورام السرطانية ويسبب لها آلاماً موجعة لا يعبأ بها البشر.. يتم وضع واقى حديدى حول موضع الثقب لمنع الدببة من محاولة قتل نفسها, فكثير من الدببة تقوم بضرب بطنها محاولة لقتل نفسها والتخلص من هذا الألم الذى لا يُحتمل..
 وبحسب شريط فيديو تم تسريبه من إحدى هذه المزارع, فالدببة لا تتوقف عن الصراخ والمعاناة من هذه الطريقة المريعة الأشبه بقتل بطىء ووحشى.
 وهذا ما دفع إحدى هذه الدببة لتحطيم قفصها الحديدى, بعد أن سمعت صراخ الألم والرعب من صغيرها فى الجوار, الذى كان يخضع لعملية حلب للصفراء.. قامت الدبة الأم بتحطيم قفصها الحديدى وسط ذهول عمّال المزرعة وهروبهم ثم إندفعت نحو صغيرها وضمته إليها قبل أن تعصره بيديها وتخنقه وبعدها إندفعت نحو الحائط وضربت رأسها بقوة لتقتل نفسها.
 يُذكر أن أصوات الإحتجاج والتنديد تعالت بعد أن تناولت وسائل الإعلام هذا الخبر, وتعالت الأصوات المنادية بحظر هذه المزارع أو على الأقل تحسينها لكن لا تزال هذه المزارع ذو شعبية كبيرة للكثيرين فى الصين وبعض الدول الأخرى مثل فيتنام.

 ولا يزال التوسع المعرفى والبحث العلمى فى وادى والوعى البشرى فى وادى آخر تماماً!

الاثنين، 11 فبراير 2013

عزيزى المسلم, كم تشتكى وتقول إنك مُعدم وأنت تملك من الدعابة ما لا يُعقل



 المسلمون فى أوروبا يدعون لتطبيق الشريعة على ملك بلجيكا ويعلنون الجهاد على الكلاب ويقيمون دوريات جهادية, لقتلها والتحرش بأصحابها وبمن لا تلتزم بالزى الشرعى أو يشرب الخمور فى الشارع!



الأحد، 3 فبراير 2013

شريعة التدمير الذاتى!

أو بتعبير آخر "شريعة تاخدك فى سكة اللى يروح ما يرجعش"!

ففى الأيام القليلة الماضية إنتشرت بعض الصور من إيران, والتى يبدو أنها المحطة المستقبلية لمصر الإخوانية و"النهضاوية" حالياً, خصوصا بعد تعالى موجة المخابيل, أنصار تطبيق الشريعة وظهور ما يُعرف بجماعة القمل فى الحلوف أو الأمر بالمعروف وميليشيات مسلمون والحرس الثورى ووو ..
 الصور تُظهر عملية قطع أطراف لشخص متهم بالسرقة بواسطة آلة مُستحدثة ومبتكرة تشبه المنشار الكهربائى (اللى بنشوفه كتير فى أفلام الرعب المعوى), تم إبتكارها بعون من الله وفضله, بما يجعل تطبيق شرعه السادى أكثر سهولة ودقة ! (الخبر هنا)
 
  ويذكر الخبر أن السلطات الإيرانية لم تخجل من إنزال هذا العقاب البشع على العلن بل قامت بالترويج لهذه الصور عبر وكالة أخبارها الرسمية مفتخرة بتطبيق شريعة ربها وخزعبلاته القرآنية "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" !

 فى الدول الطبيعية والمتحضرة (كسمة طبيعية تطورية تصيب الأمم اللى عندها دم) يتم التعامل مع المجرم على أساس أنه إنسان مريض أو عنده خلل ما وأنه بحاجة إلى مساعدة وإعادة تأهيل وإعطائه الفرصة ليعود إنساناً طبيعياً, من منطلق وعى متحضر مبنى على ثقافة التسامح وتقديس الحياة وليس العقاب أو القصاص..
 
 لكن فى المجتمعات الإسلامية وأعرافها المستوحاة من عصور الظلمات ومن نبى "مبعوث بجوامع الكلام ومنصور بالرعب", لا يتم الإعتراف بالإنسان أصلاً ويكون عقاب المجرم المستحق بجريمة أكبر جُرماً. يخرج بعدها المجرم بكراهية أكبر وسخط أعظم نحو المجتمع كله.. وكأنها بالفعل شريعة تدمير ذاتى ليس همها سوى الخراب والقضاء على الحياة أينما وُجدت, أبجدياتها التخريب وأسهل ما فيها القتل.
وتصبح حقوق بسيطة وفطرية مثل حق ممارسة الجنس مثلاً إلى جريمة تستوجب العقاب وتطبيق "حد الزنا" ويتحول حق التعبير عن الرأى أو التعبير الدينى (واللادينى) إلى جناية تزعزع عرش الله وتهمة إسمها "إزدراء أديان" تستوجب إقامة "حد الردة", وعقاب الإثنتين الإعدام فى إيران والسعودية مثلاً!
وفى أحيان يصبح الأمر أكثر عبثية كما حدث فى وقت أسبق فى إيران أيضا, حيث تم تنفيذ جريمة الإعدام علناً بحق إثنين من الشباب والسبب: سرقة ما يساوى 20 يورو أو كما حدث فى باكستان منذ فترة عندما تم إضرام النار فى رجل تصادف حظه التعِس أنه إستلقى بجوار ورقات محروقة من المصحف وإتضح بعدها أنه كان مختلاً عقلياً !!


 ولا غرابة إذا علمنا أن جريمة عقوبة الإعدام والتى تمّ إلغاؤها نهائياً فى كثير من بلدان العالم المتحضر وفى بعض دول أمريكا الجنوبية, لكن تبقى الدول الإسلامية ضمن الدول صاحبة الرصيد الأكبر فى تنفيذها بما لا يخالف شرع الله, إيران مثلاً تأتى فى المرتبة الثانية بعد الصين وتليها السعودية (الدولة الوحيدة التى لازالت تستعمل السيف فى تنفيذ الإعدام) ثم العراق وباكستان واليمن, بحسب تقرير فى الجارديان البريطانية, (وبالمناسبة, فمعدل الجريمة لا يختلف فى هذه الدول عن بقية دول العالم بل يزيد فى بعض منها).
وما رأيناه فى مصر من تلك الفرحة الهيستيرية للحكم الصادر بإعدام 21 شخص متهمين فى أحداث إستاد بورسعيد, ثِبت أن بعضاً من المتهمين لا علاقة له بما جرى أصلاً لا يعكس سوى حالة الهمجية التى تحياها مصر وتبشر بمزيد من العنف وبلامبالاة أكبر من مجتمع قصمت الأعراف الإسلامية وعيه وأصابت إنسانيته فى مقتل.

أيها الناس, هناك فرق بين من يقول لأهله "جئتكم بالذبح" وبين آخر يقترح عليكم أن "قانون العين بالعين غير أخلاقى يجعل الجميع عمياناً ويسعى لإحتقار الطرف الآخر بدلاً من إكتساب تفهمه وثقته".
هـداكم العقـل
- - - - - - - - - - - - - - 
 موضوعات أخرى:
 -  العنف غباء
 - العلمانية هى الحل
 - أخوة الشمس

الجمعة، 1 فبراير 2013

ياللهول.. الطائرة تقودها إمرأة!


 سمعت وقرأت كثيراً عن حوادث طيران عديدة حدثت فى سماء هذه المدينة الأوروبية التى كنت متوجهاً إليها.. حوادث تُحيكها طبيعة غاضبة تسلّط مناخها الحاد وعواصفها العنيفة, حتى أنهم قرروا إيقاف الرحلات الجوية إلى هذه المدينة وغلق المطار لفترة طويلة قبل معاودة الرحلات بعد أخذ الإستعدادت والتعاقد مع قائدى طائرات أشداء.
 لكن كانت مفاجئتى بعدما صعدت الطائرة وجلست فى مقعدى أن أسمع صوتاً أنثوياً يأتينى عبر السمّاعة الداخلية للطائرة مُرحباً بالمسافرين ومعرفاً أو معرفة بنفسها على أنها كابتن الطائرة المسئولة عن الرحلة. وكنت الوحيد من بدا متفاجئاً, فالركاب الآخرين كانوا إما مسترخيين فى مقاعدهم أو آخرين ملّوا هذه الترحيبات المكررة بتكرار أسفارهم, فإنشغلوا بأمور أخرى.


 "الكابتن كان واحدة ست".. وتخيلت وقتها لو كان مكانى شىء من تلك الأشياء المعروفة بيولوجياً بـ"الشيوخ"!
 ورغم أفكارى وإستعدادتى الذهنية المُسبقة عن عالم مختلف تماماً عما شهدته فى مجتمع الجرذان الملتحية, تفاجئت.. أنا القادم من مجتمع ربما أصبح مؤخراً من حق المرأة القانونى أن تستخرج بطاقة إنتخابية وتشكل فرقاً سياسياً بصوتها (أو كما يفترض طبعاً قبل أن يعيد الأخوان المسلمون تحوير مفهوم العمل بالسياسة إلى جمعية مواد تموينية), من حقها أن تستخرج رخصة وتقود سيارة, من حقها إن أثبتت كفاءتها أن تصير مشرفة ومديرة (ورئيسة بلد؟! ليس بعد وربما ليس إطلاقاً), أو أن تصير قاضية (إلى حد معين لكنها على أية حال, تصبح عضوة بنادى القضاة وتحمل لقب قاضى)..
 لكن يظل مشهد إمرأة تقود سيارة أمراً محط سخرية أغلب المجتمع الذكورى ونادراً ما تستقل تاكسياً مثلاً وتلمح إمرأة بسيارتها دون أن يتناهى إلى سمعك سخرية السائق منها وربما سبّها ولعنها لا لشىء إلا لكونها إمرأة.. ويبقى منظر المرأة المديرة أمراً مثيراً للغيظ لمن يعمل تحت مسئوليتها ومهيناً لشرف ذكوريته الوهمى.. وتبقى صورة المرأة قاضية أمراً مثيراً للإمتعاض وعدم الإرتياح للكثيرين ونذير شؤم!
 والأسباب معروفة, إذ كيف تصبح ذات الصوت العورة والمنقوصة شهادتها وعقلها مديرة أو قاضية أو سائقة !!


 لكن حتى هذا المجتمع الذى إعتبرناه أكثر حظاً بدأ بدوره يفقد هذا الحظ القليل بعد تمكن أعداء الحياة من الوصول للحكم وبدأ يقترب بإنحطاطه من مستوى مجتمعات لصيقة ترزح أكثر تحت نير ثقافة بائسة ودين أعرج. لا تزال تُـفضل قتل البنات فى حريق مدرسة بلا مبالاة بشعة ودون نية التفكير فى إنقاذهم, فقط لأن الدين أفهمهم أنهن عورة ولا يجوز دخول رجال المطافىء عليهن.. ولا تزال تفضل قتل البشر دون أن تقود إمرأة سيارة ربما تمكنها من إنقاذ حياة واحد من هؤلاء البشر فذلك أفضل جداً عند الله وعند إسلامهم.. ولا يزال كل إهتمامها بالبحث عن تلك الناشز وتلك الكافرة التى قد تعترض أو تلك التى تجرؤ على إرتداء زياً عملياً ومريحاً أكثر كالبنطلون مثلاً وتعاقبها بالجلد أو ربما بالقتل بما لا يخالف شرع الله لمنع فتنة قد تزلزل عرش الرحمن فيزلزل بدوره (أو بقدمه) الأرض..ولا تزال تلوم البنت على ملابسها وإتهامها بأنها السبب والمتهم فى تعرضها للإغتصاب والتحرش بها مع أنه حتى لو كانت عارية فلا يمكن تبرير إغتصابها إطلاقاً. 
 ببساطة وبأسف مرير, ثقافة تضع المرأة فى مكانة بين الإنسان والحيوان, وأقرب للثانية لكن حتى الحيونات أصبح لها حقوقاً أكثر منها فى كثير من البلدان!


 وصلنا المطار بعد رحلة لم نشعر فيها بأى إهتزاز أو أى زلزلة ربانية للطائرة وحطّت الطائرة بكل سلاسة بفضل كابتن الطائرة المحترفة التى حياها الركاب بتصفيق حاد شاكرين لها و"مفتونين" بمهارتها خلال الرحلة قبل أن تظهر هى واقفة على باب الطائرة متبسمة تحيى الركاب وتودعهم.
 وعندما عبرت بوابة الخروج, كان الظابط المسئول إمرأة وفى الخارج كان سائق التاكسى إمرأة وكانت الحياة تدور دورتها فى تناغم وهدوء وفوق ذلك, فى تقدم وتحضر لا تعرفه مجتمعات أوهمتها قيمها البالية وأفكارها الدينية أنها تحيا فى قمة المثالية رغم أنها تتنفس تخلفاً وتعيش هراءاً صافياً.
 وغبت فى شوارع المدينة وأنا أسأل نفسى ماذا لو أن هذه الكابتن قد تربّت فى مجتمعنا, ماذا كانت لتصبح الآن بجانب أنها سوف تضع مصحفاً فى كابينة الطائرة كى يحميها من الفتنة ومن وساوس الذكور وإن نجت من إحتقارهم, هل ستنجو من إحتقارها الذاتى؟!!